فجأة صرت مطرح ما أنا
هربت من الخدمة العسكرية بسوريا بـ2013، ووصلت على لبنان مع أبي وإمي. أول سنة ونص كنا عايشين بخيمة بمخيم المرج بالبقاع، بعدين اضطرينا نطلع من المخيم باتجاه برالياس بعد أمر عسكري بإخلاء المخيم.
بلشت إشتغل مع منظمة العمل للأمل كمتطوع: أول مرة تعرفت عليهن لما إجوا على مخيم المرج عام 2013 ضمن قافلة إغاثة ثقافية. بعدين انضميت إلهن كمتطوع، بعدين شاركت ببرنامج التدريب المسرحي.
أول عرض قدمناه كان اسمه «خيمتنا». كان عرض مسرح تفاعلي بيحكي عن قضايا الشباب العايشين بالمخيم، متل الملل والحب والصداقة. بنهاية 2015، بعد خمس شهور تدريب، قدمنا عرضنا التاني بعنوان «أنجي ويالنجي» وانعرض ببيروت وبغزة. وتالت عرض كان «الفيل يا ملك الزمان…» واللي اندعى للمشاركة بمهرجان أدنبرة الدولي في آب 2017.
قبل 2014، ما كان عندي أي فكرة عن المسرح. كنت خطط لكون مهندس مدني، بس تدريجياً بلشت أفكاري تتغير. أنا جاية من خلفية اجتماعية بتعتبر المسرح عيب. لما بلشت إعمل مسرح تفاعلي وقدم أدوار مختلفة، بما في ذلك دور الجوكر الذي بيناقش الجمهور، تغيرت كل وجهات نظري. كنت شخص خجول كتير، وكانوا الناس يقولوا «الكل ممكن يكون ممثل إلا عبد الله». فجأة صرت مطرح ما أنا هلأ، ممثل أساسي بيدافع عن أفكار وتصورات وبيقدم أداء مقنع للناس.
الثقافة اللي حصلت عليها من خلال ممارسة المسرح مهدتلي الطريق لفرص عمل جديدة: انعرض عليي درّس بعدما شافوني المدراء عم إعمل محاكاة. بعد المقابلة انطلب مني مباشرة التحضير لصف، ولأنو كان عندي مهارات تقديم حصلت عليها من المسرح، انقبلت فوراً بالوظيفة. وكتير أهالي طلبوا مني علم ولادهن لأنهن صاروا يوثقوا فيني. فيه أمهات صاروا يقولوا لولادهن «شوفوا عبد الله، عم يدرّس وعم يشتغل مسرح».
بعد المشاركة بورشات المسرح تعلمت الصبر، والانتباه، والقدرة على إيجاد الحلول ورؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة: هاد أكبر تغيير إيجابي بحس فيه.
التغييرات السلبية كانت مرتبطة أكتر بانتقادات المجتمع. لما وصلت على لبنان أول مرة، اضطريت إدرس «شريعة إسلامية» لحتى آخد إقامة قانونية بلبنان. الكل صار يسألني: «كيف بتدرس شريعة وبتشتغل بالمسرح بنفس الوقت؟».
الناس عندن أفكار كتير محدودة عن الدين والمسرح. كنت رد دائماً إني عم إشتغل بالمسرح لأني عم إعمل شي إيجابي لمجتمعي.
قصة: عبد الله بيرقدار، 23 سنة من دمشق
النشاط: المسرح
جمع وإعداد: منى مرعي
التاريخ والمكان: الأحد أيار 7، 2017 | مركز غزة الثقافي – العمل للأمل