حلمي هون
كان عمري 18 سنة لما طلعت من سوريا. والدي واجه مشاكل ع الحدود السورية وما قدر يرجع ع الشام. واجهني قرار الانتقال ع لبنان لأنو كان بدنا نبقى عيلة واحدة مع بعض. كنت عايش بقطنا بمحافظة ريف دمشق، وكنت عم حضر لامتحانات البكالوريا. كان ع بالي إدرس هندسة عمارة، مع أني بحب السينما والتمثيل. هالخيار ما كان متاح للأسف لأنو ما كتير فيه فرص، وفيه شوية قيود إجتماعية، يعني ما كان مقبول بالوسط تبعي إشتغل ممثل أو تكون الأفلام مصدر الرزق تبعي.
لما وصلنا على لبنان، والدي فتح مطعم وبلشت اشتغل معه لمدة سنة. ما كان فيه مجال إدرس بثانوية لبنانية لأنو المنهاج هون مختلف كلياً عن منهاجنا.
بيوم من الأيام عام 2016 وصلتني رسالة على موبايلي فيها إعلان عن ورشة عمل فيديو. كانت مدة الورشة 10 أيام، تعملت فيها المهارات الأساسية للتصوير والتحرير وشاركت بسيناريو فيلم خيالي قصير اسمه «شطرنج» كان فيه كم لقطة ستوب موشن أو تصوير متعاقب. الفيلم بيحكي عن شب عم يجرب يرسم ملك لعبة الشطرنج، وعم يفشل بالرسم، فبيرجع بالزمن لورا وبيتذكر أخوه الصغير المتوفي. بيستذكر قديش أخوه كان قوي وهالشي بيشجّعه يستردّ قوته. لما انضميت لمدرسة صناعة الأفلام بمنظمة العمل للأمل بآذار 2017، بلشت آخد دروس مرة واحدة بالأسبوع، كل يوم أحد. الصف كانت مدته 3 ساعات، وكنا نتعلم فيه جماليات صناعة الأفلام. بعد أول ورشة عمل صرت شوف الأمور بطريقة مختلفة. حسيت إنو يمكن حلمي صار قريب مني، وإنو كل اللي لازم إعمله هو إني إشتغل ليتحقق. صار عندي تصميم أكبر بخصوص مستقبلي المهني، وأنا متأكد اليوم إني بدي صير مخرج. صرت مسؤول أكتر عن اختيارات حياتي، وعن علاقاتي مع الآخرين، وعن إدارة وقتي. حلمي موجود هون ولازم كون مسؤول تجاهه.
اقترحت كمان على إخواتي البنات يقدموا على مدرسة الفيديو، وقدموا وهلأ هني التنتين عم يدرسوا فيها.
اتخاذ قرار بخصوص مهنتي المستقبلية، اللي هي صناعة الأفلام، كان أكتر تغيير إيجابي صار معي. لما يعرف الواحد لوين رايح ويكون عنده هدف محدد، كل شي حوليه بيصير أفضل.
بخصوص التغييرات السلبية، بشكل عام ما كان فيه تغييرات سلبية عنجد. طبعاً الشغل بالوسط الفني بمجتمعنا ما كتير شي محبذ، بس بظن أنا أهلي متعودين أصلاً ع قراراتي الخارجة عن المألوف.
قصة: أيهم عطية، 23 سنة من قطنا، ريف دمشق
النشاط: الفيديو
جمع وإعداد: منى مرعي
التاريخ والمكان: الأحد 7 أيار 2017 | مركز غزة الثقافي – العمل للأمل