فكرة أوضح عن المستقبل
ولد أيمن السيد في أيلول 1994، في العاصمة السورية دمشق. تعود أصول عائلته إلى فلسطين، وقد نشأ في مخيم اليرموك جنوبي دمشق. انتقل إلى لبنان بعد اندلاع الحرب في مسقط رأسه، ليستقر مع عائلته في بلدة المرج غربي البقاع. تعرف أيمن على منظمة العمل للأمل عن طريق قافلتهم الثقافية عام 2013 والتي أتاحت له الفرصة لاكتشاف عالم المسرح.
في البداية شارك في ثلاثة أنشطة قدمتها المنظمة: تطوير المشاريع، والكتابة الإبداعية، والمسرح الذي تحول إلى فرقة مسرحية. وقد ترك المسرح عليه الأثر الأعمق، بما شكل مفاجأة له شخصياً. هو الآن جزء من المجموعة المسرحية المرتبطة بالعمل للأمل. وقتها لم يكن لديه أي اهتمام أو معرفة بفن المسرح، بل كان أقرب إلى السخرية من المهتمين بهذا الفن. لم يكن قد شاهد أي عروض حية، بل مسلسلاً تلفزيونياً واحداً لم يعنِ له الكثير.
سرعان ما شارك أيمن في عدد من الأعمال المسرحية، كان أولها «خيمتنا»، وقد كان الأداء الأول هو الأصعب لأنه كان الوقوف الأول له على المسرح، بالإضافة إلى فرصته الأولى لإثبات نفسه أمام عائلته وأصدقائه وجيرانه. وقد حقق العرض نجاحاً كبيراً، وفتح المجال أمام الفريق بأكمله للقيام بجولة عرض في سبع مناطق مختلفة في لبنان. لعل أكبر إنجازات أيمن حتى الآن مسرحية «توتي توتي» للمخرج رأفت الزاقوط، والتي عمل فيها بعد مشاركته في ثلاثة مشاريع مسرحية مختلفة. التقى أيمن بالمخرج السوري رأفت الزاقوط في لبنان، وقد رأى فيه الأخير أخاً صغيراً يوجّهه ويرشده ليصبح ممثلاً وإنساناً أفضل وليعبر الحد الفاصل بين الهواية والاحتراف. بفضل هذا اللقاء، حصل أيمن على الاعتراف بموهبته وبدأ يشعر بأنه جزء من مجتمع المسرح. كان آخر عرض لأيمن «أنجي ويالنجي»، والذي يقدم قصصاً شخصية عن تأثير الوضع الحالي على الناس في حين ينشغل العالم بروايات وسائل الإعلام.
قبل شهرين قررت منظمة العمل للأمل أخذ الفرقة المسرحية لمشاهدة عرض «فوق الصفر» من إخراج الفنان السوري أسامة حلال، وذلك لتوسيع آفاقهم ومعرفتهم بالمسرح. تعرض المسرحية الوضع الحالي عبر أسلوب معاصر انشدّ إليه أيمن بشدة، وقد عبّر عن تأثره به على عدد من المستويات. وقد رأى في المسرحية تجسيداً دقيقاً للعالم الذي يعيش، وقد مسّه ذلك بعمق. في مرحلة ما، شعر أيمن أن عليه الانضمام إلى الممثلين على الخشبة ومشاركتهم العمل على إيصال الرسالة نفسها إلى العالم.
حين يقدم أيمن نفسه اليوم، يقول إنه ممثل. يشعر أيمن أيضاً بأن لديه نظرة إخراجية؛ فحين يعمل على مسرحية، غالباً ما يقدم اقتراحات صائبة يأخذها المخرج بعين الاعتبار. بفضل مشاريع العمل للأمل، يمتلك أيمن فكرة أوضح عن المستقبل. وهو يسعى جاهداً ليصبح ممثلاً ومخرجاً مسرحياً.
أكثر التغييرات سلبية بالنسبة لأيمن قلقه من صعوبة اكتفاء الفنان بفنه كمصدر رزق في العالم العربي، فهو يخشى من تأثير غياب الأمن المالي على حياته الاجتماعية والعائلية. كما يعاني من غيرة حبيبته من زميلاته اللواتي يعملن معه، وهو يخشى أن تصبح الغيرة مشكلة متكررة في علاقاته.
قصة: أيمن السيد، 23 سنة من دمشق
النشاط: المسرح
جمع وإعداد: سهى نادر
التاريخ والمكان: 30 أيار 2016 | البقاع