غرفة واحدة بلا بلاط
إسمي هنادي حاج عبد الله. أنا أصلي من حلب، بس عشت كل حياتي بجديدة عرطوز بمدينة دمشق.
انتقلت على بيروت بـ2013 بعدما راح بيتنا بكذا تفجير بأوقات مختلفة، انتقلنا خلالهن كذا مرة لبيت عمتي وسجلنا بمدرستين بنفس الوقت. لما راح بيتنا ما كان عنا خيار غير ننتقل على بيروت، وكان أخي ساكن هنيك. أول مرة انتقلنا وعشنا سنة كاملة ببناء مدرسة، وبعدين عشنا كلنا بغرفة واحدة بلا بلاط. هلأ عايشين بغرفتين: أخي ومرته وعيلتها بغرفة، وأنا وأخي التوأم وأبي وأمي بغرفة. أبي خياط، وكانت إمي تساعده بسوريا. هلأ بتطبخ وبتجلي بدار للأيتام.
لما طلبوا مني أول شي إختار آلة بمدرسة العمل للأمل للموسيقى، اخترت العود، لأنو عمي كان يعزف عليه، كان بدي كون مثله. صرنا ناخد دروس بالمدرسة: نظرية الموسيقى، وتاريخ الموسيقى، مهارات حياتية، ثقافة عامة، وهيك.
ما كان فيه بحياتي أي نكهة قبل ما بلش دق ع العود.
قبل ما إتعلم موسيقى، كنت حس إني ما عندي قيمة بين الناس. هلأ لمغ إحمل عودي وإمشي بالشوارع بحس بالفخر. بحس إني يُعتمد عليي بشي، إني عندي قيمة. لما إعزف لبابا كتير بحسه مبسوط. ماما فكرت أول شي إنو مجرد نشاط ترفيهي، بس هلأ هي بتحس إنو أنا وأخي، اللي هو كمان بيدرس موسيقى، عم نقدم شي ذو قيمة. أول مرة شفت أخي عم يغني قدام مئات الناس بمسرح دوار الشمس، كنت كتير مبسوطة، وما قدرت إحبس دموعي. لما يجوا لعنا ناس يزورونا دائماً بيطلبوا مني إعزفلهن.
ع الجانب السلبي، أحياناً التمرين بيعمل مشاكل مع أهلي، لأنو غرفتنا صغيرة كتير وما بقدر إتمرّن وقت بدي.
قصة: هنادي حاج عبد الله، 16 سنة من حلب
النشاط: الموسيقى (عود)
جمع وإعداد: منى مرعي
التاريخ والمكان: السبت 6 أيار 2017 | مركز عين الرمانة الثقافي – العمل للأمل